بر الوالدين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الطاهر الأمين.

إن بر الوالدين والإحسان إليهما، واجت كبير وحق عظيم على أولادهم يشهد لعظمته ما يلي:
أولا : أن الله تبارك وتعالى قرن الأمر بعبادته ببر الوالدين، والأمر بشكره بشكر الوالدين، ورضاه برضا الوالدين، وسخطه بسخط الوالدين فقال: ﴿ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ ﴾،﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾
وقال رسول الله ﷺ (( رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد )).
ثانيا : أن الله تبارك وتعالى لم يجعل بر الو الدين والإحسان إليهما خاصاً، في حالة كون الوالدين مسلمين، بل عمم ذلك ليشمل الإحسان للوالدين حال كفرهما. قال تعالى:﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ ﴾
ثالثا: أن عقوق الوالدين والتقصير في حقوقهما من الموبقات والمهلكات. قال تعالى:﴿فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرهُمَا﴾ .
وقال رسول الله ﷺ : (( ألا أنبنكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت))

أسأل الله تبارك وتعالى أن يكرمنا ببر الوالدين