حكم المصافحة والمعانقة والتقبيل

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الطاهر الأمين

تسن المصافحة عند التلاقيفعن أنس رضي الله عنهقال : ( قال رجل : يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له ؟ قال : لا ، قال أفيلتزمه ويقبله ؟ قال : لا قال : أفيأخذ بيده ويصافحه ؟ قال نعم ) وعن قتادة قال (( قلت لأنس : أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم )) رواه البخاري.

وعن البراء رضي الله عنه قال ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلمين يتلاقيان فيتصافحان الا غفر لهما قبل أن يتفرقا )رواه أبو داود والترمذي.

ويستحب اكرام الداخل بالقيام له ان كان فيه فضيلة ظاهرة من علم أو صلاح أو شرف ، ويكون هذا القيام للإكرام لا للرياء والاعظام وعلى هذا استمر عمل سلف الأمة وخلفها .

وتسن المعانقة والتقبيل عند القدوم من السفر  فعن عائشة رضي الله عنها قالت ( قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام اليه النبي صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه فاعتنقه وقبله ) رواه الترمذي وقال حديث حسن

وتكره المعانقة وتقبيل وجه غير القادم من سفر والطفل، ويستثنى من هذا تقبيل الوالد والوالدة ونحوهما من المحارم على برا وتوقيرا وتقديرا.

ويستحب تقبيل يد الرجل الصالح والزاهد والعالم ونحوهم وتقبيل رأسه.

فعن زراع رضي الله عنه وكان في وفد عبد القيس قال ((فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجله)) رواه أبو داود.

ويسن تقبيل  خد ولده الصغير وولد قريبه وصديقه وغيره من صغار الأطفال الذكر والأنثى على سبيل الشفقة والرحمة واللطف.

فعن أبي هريرة قال :( قبل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما وعنده الأقرع بن حابس فقال : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا ، فنظر اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : من لايرحم لايُرحم ) رواه البخاري ومسلم .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت ( قدم ناس من الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : أتقبلون صبيانكم ؟ فقالوا : نعم قالوا : والله ما نقبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أملك أن كان الله نزع منكم الرحمة ) رواه البخاري ومسلم .

وينبغي في الظروف الاستثنائية التي تنتشر فيها الأمراض المعدية والتي تتطلب الوقاية منها التباعد بين الأشخاص ترك المصافحة والتقبيل والاكتفاء بطرح السلام عن بعد.

هذا وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين.