حكم تحريك السبابة في التشهد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الأناموعلى آله وصحبه الكرام

يسن أن يبسط أصابع يده اليسرى على فخذه اليسرى ،ويضع اليد اليمنى على فخذه اليمنى مقبوضة الأصابع الا المسبحة يشير بها ،  لما روى ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم (( كان اذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى وعقد ثلاثة وخمسين ، وأشار بالسبابة ))  رواه مسلم.

 ولما روى أبو حميد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه (( وضع كفه اليمنى على ركبته اليمنى وكفه اليسرى على ركبته اليسرى ، وأشار بأصبعه )) رواه أبو داود وغيره عنه بالإسناد الصحيح.

وما رواه وائل بن حجر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم (( وضع مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى ، ثم عقد أصابعه الخنصر والتي تليها وحلق حلقة بأصبعه الوسطى على الإبهام ورفع السبابة ورأيته يشير بها ))  .رواه البيهقي وابن ماجة بمعناه واسناده صحيح .

وفي تحريك السبابة ثلاثة اجتهادات :

الأول: لا يحركها ، فلو حركها كان مكروها ولاتبطل صلاته ، لأنه عمل قليل .

الثاني : يحرم تحريكها ، فان حركها بطلت صلاته .

الثالث : يستحب تحريكها . واستدل القائلون بهبما رواه وائلِ بنِ حُجْرٍ الحَضْرميِّ رضيَ اللهُ عنه قال : (رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد حلَّقَ الإبهامَ والوُسطى، ورفَعَ التي تليهما، يدعو بها في التشهُّدِ,  وفي رواية قال قلت لأنظرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي – وفيه-  ثم قبض بين أصابعه فحلق حلقة ثم رفع أصبعه فرأيته يحركها يدعو بها) . رواه البيهقي بأسناد صحيح .

قال البيهقي : يحتمل أن يكون المراد بالتحريك الإشارة بها لاتكرير تحريكها ، فيكون موافقاً لرواية ابن الزبير ، وذكر باسناده الصحيح عن ابن الزبير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم (( كان يشير بأصبعه اذا دعا لايحركها )) رواه أبو داود باسناد صحيح ،

 وأما الحديث المروي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم (( تحريك الأصبع في الصلاة مذعرة للشيطان )) فليس بصحيح ، قال البيهقي تفرد به الواقدي وهو ضعيف .

فتحريك السبابة مقيد بكونه للدعاء بحيث ترفع الى الأعلى عند الألفاظ التي تفيد الدعاء من التشهد وبعد التشهد الأخير حيث يسن الدعاء .

  والتشهد الأول ليس فيه دعاء بل هو ذكر وثناء على الله تبارك وتعالى وسلام على النبي صلى الله عليه وسلم .ومحل الدعاء هو التشهد الأخير في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ،وبعد التشهد الأخير قبل السلام

وهذا يعني أن حركة السبابة لا تكون باستمرار ومتواصلة في التشهد الأول والأخير كما يفعله بعض المصلين ظانين أن فعلهم ذلك هو السنة بل هو خلاف السنة وفيه تشويش على  غيرهم من المصلين  الذين يصلون بجانبهم.

والله تبارك وتعالى أعلم والحمد لله رب العالمين.