أثر الصلاة في حياة المسلم

الصلاة صلة بين الله وعباده، وإن المحافظة عليها تجعل المصلي يحظى بالآثار والثمار الآتية في حياته وبعد مماتهأ:

أولا : إن الصلاة تفتح للمصلي بوابة الاتصال مع الله تبارك وتعالى ليسأله من خيري الدنيا والآخرة ويدفع عنه ما يلم به من مكروه.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : (( قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي. وإذا قال : الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي. وإذا قال: مالك يوم  الدين، قال: مجدني عبدي. وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي. فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبديولعبدي ما سأل))(1).

ثانيا: أن الصلاة تنير القلب، وتجعله خاشعا لله مراقبا له سبحانه في السر والعلن.

فالمصلي ينور الله قلبه لكثرة ما يذكر الله تبارك وتعالى في صلاته. قال الله تبارك وتعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [ الرعد: ٢٨ ].

والمصلي صاحب قلب خاشع مستشعر عظمة الله تبارك وتعالى، لأنه في صلاته يناجيه، قال رسول الله ليه: (( إذا كان أحدكم في الصلاة فإنه يناجي ربه.  ))(٢).

وقال عليه الصلاة والسلام: (( والصلاة نور))(٣)وكان ﷺ إذا حزبه أمر صلى (4)

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)   أخرجه الإمام مسلم، انظر: صحيح مسلم بشرح النووي 4/101.

(2)   أخرجه الإمام أحمد وأبو داود بسند حسن، انظر: صحيح الجامع الصغير ، حديث رقم / 4703.

(3)   أخرجه أبو داود بسند صحيح، انظر: صحيح الجامع الصغير ، حديث رقم /751.

(4)    أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، انظر: مختصر صحيح مسلم، حديث/ ١٢٠ .

ثالثا: أن الصلاة تريي في صاحبها حسن المراقبة لله تبارك وتعالى في السر والعلن، وحسن التصرف في القول والعمل.

فالمصلي يقوم بواجبه بوازع إيماني ورقابة ذاتية من غير أن يوجد من يراقبه من البشر، فإذا كان لا يرى الله فإن الله يراه. وتجعل ما يصدر عنه من رأي أو تصرف متسما بالسداد والحكمة. قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [ التغابن: ١١].

رابعا: أن الصلاة تنير الوجه .

فالمصلي مشرق الوجه تعلو وجهه هالة من النور، وهو صاحب سكينة ووقار، فتجده حسن السمت جميل المنظر. قال الله تبارك وتعالى :﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ  السُّجُودِ ۚ [الفتح : ٢٩]

خامسا :أن الصلاة تورث في النفس السكينة .

فالمصلي صاحب نفس مطمئنة، لأن الصلاة تربي فيه الإيمان وطمأنينة القلب لقضاء الله وقدره، فهو يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن زمام الأمور بيد الله سبحانه وتعالى، فحيثما ألمت به ضائقة من ضوائق الحياة توجه إلى الله بقلب صادق، فيزول همه وتقضى حاجته، ويفرج الله كربته. قال الله تبارك ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ [ الطلاق: ٢-٣ ].﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [ الطلاق: ٤].

سادسا: أن الصلاة تهذب الجوارح وتغرس في نفس صاحبها مكارم الأخلاق .

فالمصلي صاحب خلق رفيع، وتصرف رصين، وسيرة حميدة، فتراه متحليا بالطيب من القول والفعل. ففعاله جميلة، وألفاظه مهذبة، وسيرتهحميدة. فالقلوب له محبة، وبه واثقة، لأن الله تبارك وتعالى يحبه ويحببه إلى قلوب عباده .

قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: (من عادى لي وليا فقد  آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء ، أحب إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجلة التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه))(١).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه البخاري، في كتاب الرقاق، باب التواضع، انظر: مختصر صحيح البخاري، حديث رقم / 2117.

 

والمصلي يربأ بنفسه عن سيء القول والفعل والسفه والطيش لأن صلاته قد آتت أكلها بالنهي عن الفحشاء والمنكر.قال الله تعالى:﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ[ العنكبوت: ٤٥].

وهذا لا يعني عصمة المصلين فالصلاة لا تمنع الذنب والمعصية ولكنها تنهى صاحبها عن الوقوع فيهما، لأن الوقوع في الذنب سمة ملازمة لبني البشر ولا يستثنى منهم إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. فالمصلي إذا وقع في المعصية سرعان ما يتوب إلى الله تبارك وتعالى منها. مصداقا لقول الله تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ [ الأعراف: ٢٠١ ].

فالمصلون هم أقل فئات المجتمع وقوعا في المخالفات، وهم عوامل البناء والتقدم فيه، فالأمة التي تطمع في مجتمع آمن فاعل حري بها أن تربي أبناءها على إقامة الصلاة.

سابعا: أن الصلاة تكفر الخطايا والذنوب.

فالإنسان معرض في حياته إلى الوقوع في المخالفات الشرعية بمقتضى بشريته، ولا يستثنى أحد إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما تقدم .ولا شك أن للذنوب آثارا عظيمة على نفس صاحبها، فهي تقسي القلب وتطفئ نور الإيمان وتسود الوجه وتسقط الهيبة وتذهب بهاء         المؤمن. كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [ المطففين: ١٤]

وقال عليه الصلاة والسلام: (( إن العبد إذا أخطا خطيئة نكتت في قلبهنكتة سوداء))(1).

ورحم الله من قال:

رأيت الذنوب تميت القلوبوقد يورث الذل إدمانها

وتـرك الذنوب حياة القلوب   وخير لنفسك عصيانهـا

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) أخرجه الإمام أحمد والترمذي والنسائي بسند حسن، انظر: صحيح الجامع الصغير، حديث رقم/ ١٦٧٠ .

لهذا كان لا بد من وجود محطات يجلو بها المسلم قلبه مما ألم به من درن المعاصي ومن أهم هذه المحطات الصلاة. قال الله تبارك وتعالى  :﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ [ هود: 114].

وقال رسول الله ﷺ : (( أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسا ما تقول في ذلك يبقي من درنه؟ قالوا: لا يبقي من درنه شيئا قال : فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا))(1)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: (( إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرجت من يديه كل خطيئة كانت بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب))(٢)

وقال رسول الله ﷺ : (( ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤتى كبيرة وذلك الدهر كله ))(٣)

وقال رسول الله ﷺ : (( خمس صلوات افترضهن الله عز وجل، من   أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له عهد على الله أن يغفر له))(4).

وقال رسول الله ﷺ : (( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر))(5).

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) أخرجه الإمام البخاري في كتاب مواقيت الصلاة، انظر: مختصر صحيح البخاري، حديث رقم ٣٣٠.

(٢) أخرجه الإمامان مسلم والترمذي، انظر: صحيح الجامع الصغير، حديث رقم/ ٤٥٠

(٣) أخرجه الإمام مسلم، انظر: صحيح الجامع الصغير ، حديث رقم / ٥٦٨٦.

(4) أخرجه ابو داود بسند صحيح، انظر: صحيح الجامع الصغير ، حديث رقم ٣٢٤٢.

(5) أخر جه الإمامان مسلم والترمذي، انظر: صحيح الجامع الصغير حديث رقم/ ٣٨٧٥.

ثامنا: أن الصلاة من أعظم مصادر كسب الحسنات وسبب لدخول الجنة ورفع الدرجات

فعن أنس رضي الله عنه قال: فرضت على رسول الله ﷺ ليلة أسري به، الصلوات خمسين ثم نقصت حتى جعلت خمسا تم نودي: (( يا محمد إنه لا يبدل القول لدي وإن لك بهذه الخمس خمسين))(1)

وقال رسول الله ﷺ :((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط))(2).

        وقال رسول الله ﷺ : (( عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وحط عنك خطيئة ))(3).

وقال عليه الصلاة والسلام: قال الله عز وجل: (( إني افترضت على أمتك خمس صلوات وعهدت عندي عهدا أنه من جاء يحافظ عليهن لوقتهن أدخلته الجنة ))(4).

تاسعا: أن الصلاة تربي في المصلي الصبر والتحمل، لأن أداءها يتطلب جهدا لا بد منه، ومشقة لا تنفك عنها .

ففي الاستعداد للصلاة بالاغتسال عند موجباته، والوضوء بعد الحدث، والاستيقاظ المبكر، والذهاب للجمعة والجماعة، جهد ومشقة. لذلك قال الله عز وجل: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ[ البقرة: ٤٥].

﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ[ طه: ١٣٢ ].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) متفق عليه، انظر: التاج الجامع للأصول ١/ ١٣٣.

(2) أخرجه ابن ماجة بسند صحيح، انظر : صحيح الجامع الصغير، حديث رقم / ٢٦١٧ .

(3) أخرجه الإمام مسلم والترمذي والنسائي، انظر: صحيح الجامع الصغير ، حديث رقم/ 4050.

(4) أخرجه أبو داود، انظر: التاج الجامع للأصول ١/ ١٣٤.

 

 

عاشرا: أن الصلاة تعود الإنسان الجد والنشاط في العمل .

حيث الاستيقاظ المبكر لأداء صلاة الفجر والذي يعقبه انطلاق مفعم بالحيوية والنشاط إلى ميادين العمل. قال رسول الله ﷺ : (( يعقد الشيطان على قافية أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإذا استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإذا توضأ انحلت عقدة، فإذا صلى انحلت عقده كلها، فأصبح طيب النفس نشيطا، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان )).

حادي عشر: أن الصلاة مظهر من مظاهر اتحاد المسلمين واجتماعهم وسبب لبناء وتقوية اواصر الأخوة والمحبة بينهم.

فالمصلي تقوم بينه وبين إخوانه المصلين محبه وأخوة في الله، فيضيف إلى إخوانه في النسب إخوة في العقيدة كثيرا ما يكونون أنفع من إخوان النسب لأن الحب في الله أقوى رباط يربط الناس لأن بقاء العلاقة وزوالها يتوقف على سببها. فإذا كان السبب زائلا زالت العلاقة بزواله، وإن كان باقيا دامت بدوامه. فالمحبة في الله والأخوة فيه صلة باقية ودائمة لأن سببها باق ودائم.

ولا شك أن الحب في الله سبب لسعادة الدارين وكفاية همهما ففي الدنيا بحبوحة الحياة والأنس بالأحبة الصادقين وفي الآخرة استظلال في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله. قال رسول الله ﷺ :(( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشات نشأ في عبادة الله، ورجل قلبهمعلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله اجتمعا ­على ذلك وافترقا عليه. . . الحديث))(1)

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) متفق عليه، انظر: صحيح الجامع الصغير، حديث رقم/ ١٠٧ ٨.

ثاني عشر: أن الصلاة إرغام للشيطان.

فالمصلي خاضع راكع ساجد لله تبارك وتعالى بعكس الشيطان المستكبر، ونفى الله سبحانه وتعالى المساواة بين الطائع والعاصي. فقال تعالىشأنه :﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (الجاثية: ٢١).

وقال رسول الله ﷺ :(إذا سجد ابن آدم صاح الشيطان على نفسه بالويل والثبور قائلا : يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد، فكان له الجنة. وأمرت بالسجود فلم أسجد، فكان لي النار ))(1)

وروي أن رسول الله ﷺ قال: (( إن الله تعالى يباهي ملائكته بالشاب العابد فيقول: أيها الشاب التارك شهوته لأجلي، المبذل شبابه لي، أنت عندي كبعض ملائكتي ))(2).

ثالث عشر: أن الصلاة تشتمل على فوائد صحية تتمثل بالنظافة المستمرة للبدن والثوب، والحركة المتواصلة لجميع أجزاء الجسم.     

أما نظافة الثوب من النجس وطهارة الجسم من الحدث فشرط لصحةالصلاة، لا تصح إلا به. قال الله تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [ المائدة: ٦].

والتجمل بأحسن الثياب عند أداء الصلاة مندوب إليه .قال الله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [ الأعراف: ٣١ ].

فالمصلي نظيف البدن حسن المظهر، مما يجعله منشرح الصدر دائم البشر. قال الإمام الشافعي رحمه الله: ((من نظف ثوبه قلّ همّه، ومن طاب ريحه زاد عقله)) .

هذا وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) أخرجه الإمام مسلم، انظر: مختصر صحيح مسلم، حديث رقم / ٥٣٧ .

(2) أخرجه الديلمي، انظر: الجامع الصغير للسيوطي ١/ ٧٤.