أحكام القبر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على
سيدنا محمد الطاهر الأمين
يستحب أن يوسع القبر من قبل رجلي
الميت ورأسه، لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحافر ((أوسع من قبل رأسه،
وأوسع من قبل رجليه)) رواه أبو داود بإسناد صحيح.
ولا خلاف بين العلماء أن الدفن في
اللحد وفي الشق جائزان، لكن إن كانت الأرض صلبه لاينهار ترابها فاللحد أفضل، وان
كانت رخوة تنهار فالشق أفضل.
واستدلوا بحديث سعد بن أبي وقاص
رضي الله عنه انه قال في مرضه الذي مات فيه (ألحدوا لي لحدا وأنصبوا على اللبن
نصباً كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه مسلم.
وأما خبر ((اللحد لنا والشق
لغيرنا)) فرواه أبو داود الترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي وغيرهم من رواية ابن
عباس، واسناده ضعيف.
والأولى أن يتولى الدفن الرجال، وأولاهم
بذلك الأقارب، لأنهم أرفق به، والمستحب أن يكون عدد الذي يدفن وتراً، لأن النبي
صلى الله عليه وسلم ((دفنه عليٌ والعباس وأسامة رضي الله عنهم)).
والمستحب أن يستر القبر بثوب عند الدفن، لأن
النبي صلى الله عليه وسلم ستر قبر سعد بن معاذ رضي الله عنه بثوب لما دفنه.
ويستحب أن يقول الذي يدخله القبر
عند إدخاله القبر: بسم الله وعلى ملة رسول الله، أو على سنة رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
ويجب وضع الميت في القبر مستقبل
القبلة، وعلى جنبه الأيمن.
ويستحب أن يوسد رأسه لبنة أو حجرا
ونحوهما، ويفضي بخده الأيمن الى اللبنة ونحوها أو الى التراب، ويكره أن يجعل تحته
مخدة أو ثوبويستحب أن يجعل خلفه شيئاً من لبن أو غيره يسنده ويمنعه من ان يقع على
قفاه .
ويكره أن يجعل في تابوت إذا لم تكن
الأرض ندية ، أو كانت لذلك حاجة كأن تتفرق أعضاؤه ويتعذر ترتيبها في الكفن ونحو
ذلك . فالكراهة في التابوت مختصة بما إذا لم يتعذر اجتماعه في غيره فان تعذر اتخذ
التابوت.
ويستحب أن يمكث على القبر بعد
الدفن ساعة يدعو للميت ويستغفر، ويستحب أن يقرأ عنده شيء من القرآن وان ختموا
القرآن كان أفضل.ويستدل لهذا المكث والدعاء والاستغفاربحديث عمرو بن العاص أنه قال
حين حضرته الوفاة (فاذا دفنتموني فسنوا على التراب سناً، ثم أقيموا حول قبري قدر
ما تنحر جزور، ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم وأعلم ماذا أراجع رسل ربي) رواه مسلم.
ويستحب أن يرفع القبرعن الأرض
قدرشبر،والسنة أن يجعل عند رأسه علامة شاخصة من حجر أو خشبة أوغيرهما لأن النبي
صلى الله عليه وسلم جعل حجرين كذلك على قبرعثمان ابن مظعون.
ويكره
أن يبنى على القبر مسجد، سواء كان الميت مشهوراً بالصلاح أو غيره، لما روى أبو
هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((قاتل الله اليهود اتخذوا
قبور أنبيائهم مساجد)) رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي
مرثد الغنوي رضي الله عنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لاتجلسوا
على القبور ولاتصلوا اليها) رواه مسلم
ولايكره أن يكتب عليه اسم صاحبه أو
غيرذلك.ولاكراهة بتطيين القبر.
هذا وبالله
التوفيق والحمد لله رب العالمين