حكم الصلاة على
الميت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على
سيدنا محمد الطاهر الأمين
الصلاة على الميت فرض كافية،
والسنة أن تصلى في جماعة، وكلما كثر الجمع كان أفضل لحديث عائشة وأنس رضي الله
عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(مامن ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون
مائة كلهم يشفعون له الا شفعوا فيه ) رواه مسلم .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال
((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته
أربعون رجلاً لايشركون بالله الا شفعهم الله فيه)) رواة مسلم.
وتصح فرادى، لأنها صلاة ليس من
شرطها الجماعة، فلم يكن من شرطها العدد كسائر الصلوات، ولأن النبي صلى الله عليه
وسلمصلى عليه الناس فوجا فوجا.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال
((لما صلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخل الرجال فصلوا عليه بغير امام
أرسالاً حتى فرغوا، ثم أدخل النساء وصلين عليه، ثم أدخل الصبيان فصلوا عليه، ثم
أدخل العبيد فصلوا عليه أرسالا لم يؤمهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد)).
رواه البيهقي باسناده.
ويجوز فعلها في جميع الأوقات،
لأنها صلاة لها سبب، فجاز فعلها في كل وقت، ويجوز فعلها في المسجد وغيره، لما روت
عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ((صلى على سهيل بن بيضاء في
المسجد)) رواه مسلم
وأولى الناس بالصلاة على الميت عند
أكثر أهل العلم إمام المسجد ثم الوليعملا بحديث ((لايؤم الرجل في سلطانه))
ولو أوصى الميت ان يصلي عليه اجنبيٌ،صحت
وصيته الى من يصلي عليه ويقدم على القريب.، ويستدل على ذلك بأن أبا بكر الصديق رضي
الله عنه وصى أن يصلي عليه عمررضي الله عنه فصلى، ووصى عمر رضي الله عنه أن يصلي
عليه صهيب رضي الله عنه فصلى، ووصت عائشة رضي الله عنها أن يصلي عليها أبو هريرة
رضي الله عنه فصلى، وكذلك غيرهم رضي الله عنهم.
ويشترط لصحة صلاة الجنازة، تقديم
غسل الميت،والطهارة من الحدث، وطهارة البدن والثوب والمكان وستر العورة واستقبال القبلة
الا في شدة الخوف.
والسنة أن يقف عند صدر الرجل، ووسط
المرأة.فعن سمرة رضي الله عنه قال ((صليت وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة
ماتت في نفاسها فقام عليها وسطها) رواه البخاري ومسلم.
وإذا حضرت جنائز، جازأن يصلي عليهم
دفعة صلاة واحدة ويوضع الجميع بين يدي الإمام بعضها خلف بعض ليحاذي الإمام الجميع.
ويجوز أن يصلي على كل واحد وحده
واذا ادرك الإمام – وقد سبقه ببعض
الصلاة – كبر ودخل معه في الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم ((ما أدركتم فصلوا وما
فاتكم فاقضوا) ويقرأ ما يقتضيه ترتيب صلاته، فاذا سلم الإمام اتى بما بقي من
التكبيرات.
وتجوز
الصلاة على الميت الغائب لما روى أبو هريرة رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه
وسلم نعى النجاشي لأصحابه وهو بالمدينة وصلى عليه وصلوا خلفه)رواه البخاري ومسلم
ولا تجوز الصلاة على الميت إن كان الميت معه في
البلد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم (لم يصل على حاضر في البلد الا بحضرته) ولأنه
يمكنه الحضور من غير مشقة
كيفية الصلاة على الميت:
من أراد الصلاة على الميت نوى الصلاة، والنية فرض كسائر الصلوات، فلا تصح
صلاة الجنازة الا بالنية لحديث ((إنما الأعمال بالنيات))
وصفة النية أن ينوي مع التكبير أداء الصلاة على هذا الميت أو هؤلاء الموتى
إن كانوا جمعاً، سواء عرف عددهم أم لا، وتجب نية الاقتداء إن كان مأموماً.
ثم يكبر أربعاً لما روى جابر رضي
الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ((كبر على الميت أربعا وقرأ بعد التكبيرة
الأولى بأم القرآن))
والسنة أن يرفع يديه مع كل تكبيرة لما روى أن عمر رضي الله عنه كان يرفع
يديه على الجنازة في كل تكبيرة
ويجوز أن يكبر خمساً فقد صحت الأحاديث بأربع تكبيرات وخمس. لما روى زيد بن
أرقم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ((كان يكبر خمساً)) رواه مسلم.
والسنة أن يرفع يديه في كل تكبيرة من هذه الأربع حذو منكبيه ويجمع يديه عقب
كل تكبيره من الأربع ويجعلها تحت صدره واضعاً اليمنى على اليسرى كما في سائر
الصلوات.
والسنة في قراءتها الإسرار ولا فرق بين أن يصلي بالليل أو بالنهار ويصلي
على النبي صلى الله عليه وسلم في التكبيرة الثانية.
ويدعو للميت في التكبيرة الثالثة، لما روى أبو قتادة قال ((صلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم على جنازة فسمعته يقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا
وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا)) وفي بعضها ((اللهم من احييته منا
فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام والإيمان))
والسنة أن يقول ما رواه أبو قتادة
وذكره الشافعي رحمه الله قال : يقول (( اللهم هذا عبدك وابن عبديك خرج من روح
الدنيا وسعتها – ومحبوبه وأحبائه فيها – الى ظلمة القبر وما هو لاقيه ، كان يشهد
أن لا اله الا أنت ، وأن محمداً عبدك ورسولك ، وأنت أعلم به ، اللهم نزل بك
وأنت خير منزول به وأصبح فقيراً الى رحمتك
وأنت غني عن عذابه ، وقد جئناك راغبين اليك شفعاء له ، اللهم إن كان محسنا فزد في
احسانه ، وان كان مسيئاً فتجاوز عنه ، ولقه برحمتك الأمن من عذابك ، حتى تبعثه الى
جنتك يا أرحم الراحمين )).
وبأي شيء دعا جاز لأنه قد نقل عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعيه مختلفة فدل على أن الجميع جائز .
ويكبر الرابعة ويقول: اللهم لا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده، ثم يسلم ،والسلام ركن في صلاة الجنازة لا تصح الا به ويستحب
تسليمان ويجوز تسليمة واحدة يقول السلام عليكم ورحمة الله كغيرها من الصلوات.
لما روى عن عبدالله رضي الله عنه قال: أرى ثلاث خلال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يفعلهن تركها الناس: احداها التسليم على الجنازة ، مثل التسليم في
الصلاة .
هذا وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين