حكم سجود
التلاوة
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الأناموعلى آله وصحبه الكرام
سجود التلاوة
سنة وليس واجبا ، فيسن للقارئ والمستمع السجود سواء أكان القارئ في صلاة ام لا ،
لما روى ابن عمر رضي الله عنهما قال : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ
علينا القرآن فاذا مر بسجدة كبر وسجد وسجدنا معه )) رواه البخاري
ومسلم. نيل الأوطار3\100
ولما روى زيد
بن ثابت رضي الله عنه قال :(( قرأت علي النبي صلى الله عليه وسلم : والنجم فلم
يسجد فيها )) رواه البخاري ومسلم. نيل الأوطار3\97
وأما من سمع
القارئ وهو غير مستمع اليه فلا تتأكد سنة السجود عليه كما تتأكد على المستمع ، لما
روي عن عثمان وعمران بن الحصين رضي الله عنهم : (( السجدة على من استمع )) وعن ابن
عباس رضي الله عنهما : (( السجدة لمن جلس لها )) .
وينبغي أن
يسجد عقب قراءة السجدة أو استماعها فان أخر وقصر الفصل سجد ، وإن طال فاتت.
واذا سجد
الإمام لزم المأموم السجود معه ، فان لم يسجد بطلت صلاته لتخلفه عن الإمام ، ولو لم يسجد الإمام لم يسجد
المأموم ، فان خالف وسجد بطلت صلاته .
ولو سجد
الإمام ولم يعلم المأموم حتى رفع الإمام رأسه من السجود لا تبطل صلاة المأموم لأنه
تخلف بعذر ، ولكن لا يسجد .
ويشترط في
سجود التلاوة الطهارة من الحدث والطهارة عن النجس في البدن والثوب والمكان وستر
العورة واستقبال القبلة .
فان سجد للتلاوة في الصلاة فيستحب أن يكبر في
الهوى الى السجود ولا يرفع يديه في الهوى
الى السجود ،ويكبر عند رفعه رأسه من السجود كما يفعل في سجدات الصلاة ،واذا رفع
رأسه من السجود قام ولا يجلس للاستراحة .فإذا قام استحب أن يقرأ شيئا ثم يركع ،فان
انتصب قائما ثم ركع بلا قراءة جاز اذا كان قد قرأ الفاتحة قبل سجوده .
وان كان في
غير الصلاة كبر ويستحب أن يرفع يديه لأنها تكبيرة افتتاح فهي كتكبيرة الإحرام، ثم
يكبر تكبيرة أخرى للسجود ولا يرفع اليد ، والمستحب أن يقول في سجوده ماروت عائشة
رضي الله عنها قالت : (( كان رسول الله صلى عليه وسلم يقول في سجود القرآن : سجد
وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته )) رواه أبو داود والترمذي
والنسائي قال الترمذي حديث صحيح .
ويجوز أن
يقول في سجود التلاوة ما يقول في سجود الصلاة ، ولا يتشهد ،ولا يسلم كما في الصلاة، ولا يكره سجود التلاوة في أوقات
النهي عن الصلاة ،واذا كرر الآية الواحدة في المجلس كفاه للجميع سجدة واحدة.
والله تبارك
وتعالى أعلم والحمد لله رب العالمين.