حكم الجلوس على القبر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الطاهر الأمين

لايجوز الجلوس على القبر، لما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه حتى تخلص الى جلده خير له من أن يجلس على قبر )رواه مسلم .

ولا يدوسه من غير حاجة لأن الدوس كالجلوس، فاذا لم يجز الجلوس لم يجز الدوس، فإن لم يكن طريق الى قبر من يزوره الا بالدوس جاز له، لأنه موضع عذر.

ولايكره المشي في المقابر بالنعلين والخفين ،استدلالا بحديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (العبد اذا وضع في قبره وتولى وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه ......الى آخر الحديث) رواه البخاري ومسلم.

وأما ما رواه بشير بن معبد الصحابي المعروف بابن الخصاصة قال (بينما أنا أماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا رجل يمشي في القبور عليه نعلان فقال:ياصاحب السبتتين ويحك، ألق سبتتيك، فنظر الرجل فلما عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم خلعهما) رواه أبو داود والنسائي بإسناد حسن.

فيجابعنهبجوابين ( أحدهما ) أنه صلى الله عليه وسلم كرههما لمعنى فيهما لأن النعال السبتية – بكسر السين – هي المدبوغة بالقرظ ، وهي لباس أهل الترفه والتنعم ، فنهى عنهما لما فيهما من الخيلاء ، فأحب صلى الله عليه وسلم أن يكون دخوله المقابر على زي التواضع ، ولباس أهل الخشوع .( الثاني ) ربما كان فيهما نجاسة .

فالأمر بخلع لصاحب النعلين السبتيين حالة خاصة وليس حكما عاما،فلو كان خلع النعلين والخفين في المقابر سنة أو مأمورا به شرعا لفعله النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الأجلاء رضي الله عنهم ولنقل الينا ذلك بالتواتر،ولكن واقع الحال أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه ذلك ولا عن الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم.

 

هذا وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين.