حكم صلاتي الكسوف والخسوف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الأناموعلى آله وصحبه الكرام

صلاة الكسوف والخسوف سنة لقوله صلى الله عليه وسلم (( إن الشمس والقمر لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته ، ولكنهما آيتان من آيات الله تعالى ، فاذا رأيتموهما فقوموا وصلوا )) . رواه البخاري ومسلم ، نيل الأوطار3\325.

ويسن أن ينادى لها : الصلاة جامعة ، ويستحب أن تصلي في جماعة ، ويجوز في مواضع من البلد وتسن للمرأة والعبد والمسافر والمنفرد .

 وهي ركعتان في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجودان ، والسنة أن يقرأ في القيام الأول بعد الفاتحة سورة البقرة أو قدرها ، ثم يركع ويسبح بقدر مائة آية ، ثم يرفع ويقرأ فاتحة الكتاب ، ويقرأ بقدر مائتي آية ثم يركع ويسبح بقدر سبعين آية ثم يسجد كما يسجد في غيرها .

ثم يصلي الركعة الثانية فيقرأ بعد الفاتحة قدر مائة آية وخمسين آية ثم يركع بقدر سبعين آية ثم يرفع ويقرأ بعد الفاتحة بقدر مائة آية ثم يركع بقدر خمسين آية ثم يسجد .

والدليل عليه ما روى ابن عباس قال (( كسفت الشمس فصلى النبي والناس معه فقام قياماً طويلاً نحواً من سورة البقرة ، ثم ركع ركوعاً طويلاً ثم قام فقام قياماً طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعاً طويلاً وهو دون الركوع الأول ثم سجد وانصرف ، وقد تجلت الشمس )) رواه البخاري ومسلم ، نيل الأوطار3\325.

 والسنة أن يسر بالقراءة في كسوف الشمس لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال : (( كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فصلى فقمت الى جانبه فلم أسمع له قراءة )) رواه البخاري ومسلم ، نيل الأوطار3\332.

 ولأنها صلاة نهار لها نظير بالليل ، فلم يجهر فيها بالقراءة كالظهر ، ويجهر في كسوف القمر لأنها صلاة ليل  ليس لها نظير بالنهار فسن الجهر كالعشاء  .

وأقل صلاة الكسوف أن يحرم بنية صلاة الكسوف ثم يقرأ الفاتحة ثم يركع ثم يرفع فيقرأ الفاتحة ثم يركع ثانياً ، ثم يرفع ويطمئن ثم يسجد سجدتين فهذه ركعة ، ثم يصلي ركعة ثانية كذلك فهي ركعتان في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجودان .

والسنة أن يخطب لها بعد الصلاة لما روت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم فرغ من صلاته فقام فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال : (الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وتصدقوا). رواه البخاري ومسلم ، نيل الأوطار3\325.

وتفوت صلاة كسوف الشمس بأمرين : ( أحدهما ) الانجلاء ، فإذا انجلت جميعها لم يصل للحديث وإن انجلى بعضها شرع في الصلاة للباقي كما لو لم ينكسف الا ذلك القدر فانه يصلي ، وإن انجلى جميع الكسوف وهو في الصلاة أتمها ، ولو حال دونها سحاب – وشك في الانجلاء – صلى لأن الأصل بقاء الكسوف .

(والثاني ) أن تغيب كاسفة فلا يصلي بعد الغروب

 وأما صلاة خسوف القمر فتفوت أيضاً بأمرين ( أحدهما ) الانجلاء كما سبق       ( والثاني ) طلوع الشمس ، فإذا طلعت وهو خاسف لم يبتدئ الصلاة ، فان كان فيها أتمها ، ولو غاب في الليل خاسفاً صلى ، كما لو استتر بغمام صلى ، ولو طلع الفجر ، وهو خاسف  صلى .

والمسبوق اذا أدرك الإمام في الركوع الأول من الركعة الأولى فقد أدرك الركعة كلها ويسلم مع الإمام كسائر الصلوات وان أدركه في الركوع الأول من الركعة الثانية فقد أدرك الركعة ، فاذا سلم الإمام قام فصلى ركعة أخرى بركوعين وقيامين كما يأتي بها الإمام  .

 ولو أدركه في الركوع الثاني من احدى الركعتين لا يكون مدركاً لشيء من الركعة ، كما لو أدرك الاعتدال في سائر الصلوات .

والله تبارك وتعالى أعلم والحمد لله رب العالمين.