مكانة الصيام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الطاهر الأمين.

الصيام اختبار رباني يميز الله تبارك وتعالى به المؤمن من المنافق، والخبيث من الطيب. فالصائمون يعبرون من خلال صيامهم عن امتثالهم لأمر الله تبارك وتعالى ، وطيب معدنهم بالامتناع عن المفطرات من طلوع الفجر إلى مغيب الشمس.

فصيام شهر رمضان ركن من أركان الإسلام ثابت في القرآن الكريم والسنة النبوية .

أما القرآن الكريم فقوله تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُو خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ  شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ                     تَشْكُرُونَ ﴾ [ البقرة: ١٨٣ -  ١٨٥ ].

وأما من السنة الشريفة: فقول رسول الله ﷺ : (( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا ))(1).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي فيه قال: (( أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه. . .))(2).

وقال رسول الله ﷺ : (( إن الله تبارك وتعالى فرض صيام رمضان عليكم وسننت لكم قيامه. . ))(3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) متفق عليه، انظر: صحيح الجامع الصغير ، حديث رقم ٢٨٤٠.

(٢) أخرجه الإمام أحمد والنسائي بسند ، انظر: صحيح الجامع الصغير، حديث رقم/ 55.

(٣) أخرجه الإمام أحمد والنسائي، انظر: التاج الجامع للأصول 2/46.

عواقب الافطار في رمضان: إن الإفطار في رمضان من غير عذر انتهاك لحرمة من حرمات الله تبارك وتعالى، يعرض بسببها المفطر نفسه لغضب الله وسخطه وعقابه كما قال رسول الله ﷺ : (( إن الله تعالى يغار وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه))(١)

وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ((بينما أنا نائم أتاني رجلان، فأخذا بضبعي (وسط العضد، وقيل هو ماتحت الإبط) فأتيا بي جبلا وعرا، فقالا : اصعد. فقلت: إنى لا أطيقه. فقالا: إنا سنسهله لك. فصعدت، حتى إذا كنت في سواء الجبل، إذا  بأصوات شديدة فقلت : ما هذه الأصوات؟ فقالوا: هذا عواء أهل النار. ثم انطلقا بى، فإذا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دماً . قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: الذين يفطرون قبل تحلة صومهم))(٢).

إن المفطر في رمضان يجني على نفسه ويحرمها من الخير الكثير الذي يكرم الله به الصائمين، وإن الخير الذي يفوته بإفطار يوم من رمضان لا يعوضه صيام الدهر، وإن صامه.

كما قال رسول الله ﷺ : ((من أفطر في رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقضه صوم الدهر كله وإن صامه))(3).

أسأل الله تبارك وتعالى أن يحبب إلى قلوبنا شهر رمضان، وأن يجعلنا من المستبشرين بقدومه، وأن يعيننا دائما على الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان.

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) متفق عليه، انظر: صحيح الجامع، حديث رقم/ ١٩٠١ .

(٢) أخرجه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما. انظر: الترغيب والترهيب ٢/ ١٠٩ .

(3) أخرجه الترمذي والنسائي وأبو داود وابن خزيمة في صحيحه، انظر: الترغيب والترهيب 2/108 .