فضائل الصيام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الطاهر الأمين.

الصيام موسم من مواسم الخير الإلهية أكرم الله به معشر المسلمين، يربح فيه الصائمون، ويخسر فيه المفطرون. فالصائمون يكرمهم الله تبارك وتعالى بفضائل هذا الشهر وخيراته؛ فيزيد حسناتهم، ويكفر سيئاتهم، ويستجيب دعواتهم ، ويقضي حاجاتهم . ويدخلهم الجنة. كما هو واضح من الأحاديث الآتية:

أ- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: (( قال الله   تعالى: كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به،والصيام جنّة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإنسابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم. والذي نفس محمد بيده لخلوففم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه)). وفي رواية: ((كل عمل ابن آدم يضاعف. الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله عز    وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي))(1).

ب- وعنه عن النبي ﷺ قال: (( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة  وغلقت أبوات النار وصفدت الشياطين ))(2)

((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ،وينادي مناد كل ليلة : يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة))(3).

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)         أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي وأبو داود، انظر: التاج الجامع للاصول 2/46 .

(2) أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي، انظر: التاج الجامع للأصول ٢/ ٤٧.

(3) أخرجه الترمذي وابن ماجة بسند حسن، انظر : صحيح الجامع الصغير ، حديث رقم 759.

 

 

ت - وقال رسول الله ﷺ: «إن الله تبارك وتعالى فرض صيام رمضان عليكم، وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه))(١).

ث- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله يفته قال: الصيام والقران يشفعان للعبد يوم القيامة. يقول الصيام: أي ربت منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال : فيشفعان))(2).

 

ج- وعنه عن النبي ﷺ قال: ((من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه))(3).

ح- وعن سهل رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال : ((إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة،لا يدخل معهم أحد غيرهم،يقال : أين الصائمون؟ فيدخلون منه، فإذا دخل اخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد))(٤).

خ- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم))(٥).

د - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ  (( ثلاث لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين))(6)

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) أخرجه الإمام أحمد والنسائي، انظر: التاج الجامع للأصول 2/46.

(٢) أخرجه الإمام أحمد والطبراني. انظر: التاج الجامع للأصول 2/51.

(٣) متفق عليه، انظر: صحيح الجامع الصغير ، حديث رقم/ ٦٣٢٦ .

(٤) متفق عليه، انظر: صحيح الجامع الصغير ، حديث رقم/ ٢١٢١ (٥) أخرجه الإمام أحمد، والنسائي بسند صحيح، انظر: صحيح الجامع الصغير ، حديث رقم/ ٥٥ .

(6) أخرجه الإمام أحمد والترمذي، انظر: التاج الجامع للأصول 2/51.

ذ- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر))(1).

ر- وعن سلمان رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله ﷺ في أخر يوم شعبان، قال: ((أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة وقيامه تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه. وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه. من فطر فيه صائما، كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من اجره شيء. قالوا: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يمطر الصائم. فقال رسول الله ﷺ  : يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن. وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة واخره عتق من النار. من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار. واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما. فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه. وأما الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار. ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة))(2).

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه الإمام أحمد ومسلم والترمذي، بسند صحيح، انظر: صحيح الجامع الصغير، حديث رقم /3875.

(2) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه وابن حبان. انظر: الترغيب والترهيب ٢/ ٩٥ .