صور بر
الوالدين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد
الطاهر الأمين.
أ- أن يتأدب
بحضرتهما، فيخفض صوته في مجلسهما، ولا يرفعه فوق صوتهما، ولا يقاطعهما في الحديث،
ويلتزم الصمت أثناء كلامهما، ويسارع إلى خدمتهما وتلبية ندائهما وقضاء حوائجهما
بكل تواضع وخفض جناح، كما قال الله تبارك وتعالى : ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ
الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ﴾
ب - أن لا يسير في الطريق أمامهما، ولا محاذيا لهما، بل يتأخر عنهما
قليلا كتأخر المأموم المنفرد عن إمامه، ولا يدخل قبلهما منزلا، ولا يتناول قبلهما
طعاما.
جـ- الدعاء لهما بالمغفرة والرحمة، امتثالا لقوله تبارك وتعالى: ﴿ وَقُلْ
رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾
د - الإنفاق عليهما، فنفقة الوالدين واجبة على أولادهما ذكورا كانوا أو
إناثا، لقوله تعالى : ﴿ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ ﴾
فمن الإحسان لهما الإنفاق عليهما عند الحاجة، ولقوله صلى الله عليه وسلم:
(( إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم فكلوه هنيئا مرئياً))
هـ- إكرام صديقهما، وتنفيذ وصيتهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما
لما رواه مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله
ﷺ إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شي، أبرهما به
بعد موتهما فقال: (( نعم الصلاة عليهما (أي الدعاء لهما) والاستغفار لهما، وإنفاذ
عهدهما من بعدهما، وصلة الوحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما))
و- الحج والعمرة عنهما بعد موتهما، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن
امرأة من جهينة جاءت إلى النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله : إن أمي نذرت أن تحج فلم
تحج حتى ماتت، أفأحج عنها؟ قال : (( نعم حجي عنها، أرأيت لو كان عليها دين أكنت
قاضيته؟ اقضوا الله فالله أحق بالوفاء)) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاءت امرأة
إلى النبي ﷺ فقالت : إن أمي ماتت ولم تحج، أفأحج عنها؟ قال: نعم حجي عنها))
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رجلا أتى النبي ﷺ فقال : إن أبي مات
وعليه حجة الإسلام أفأحج عنه، قال: (( أرأيت لو أن أباك ترك دينا عليه أتقضيه عنه؟
قال: نعم . قال : فاحجج عن أبيك))
ز- التصدق عنهما بعد موتهما: عن عائشة رضي الله عنها، أن رجلا أتى النبي
ﷺ فقال: يارسول الله إن أمي افتلتت نفسها ولم توص، وأظنها لو تكلمت تصدقت، أفلها
أجر إن تصدقت عنها؟ ((قال : نعم ))
أسأل الله تبارك وتعالى أن يكرمنا بكمال بر الوالدين