عواقب
الاعتداء على الأموال العامة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب
العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الطاهر الأمين.
إن الاعتداء على الأموال العامة والنيل منها بالسرقة والتزوير والاختلاس
واستغلال المنصب وما شابه ذلك يعد في شرع الله كبيرة من الكبائر يستحق مرتكبها
المعاقبة في الدنيا، والعذاب في القبر ويوم القيامة .
أما في الدنيا ، فمنهم من يفضح الله أمره فيصبح في أعين الناس صغيرا
حقيرا وكفى بذلك ذلا وهوانا وعارا.
ومنهم من يتلف الله ماله لأن الحرام لا يذهب وحده ولكنه يأخذ معه الحلال،
ومنهم من ينغص الله عليه عيشه بفقد بصره أو بتر عضو من أعضائه ،
ومنهم من يبتلى بأهله الذين أطعمهم الحرام أو نفعهم به فيحرق عليهم
بيوتهم، ويشوه اجسامهم.
وأما في الآخرة فإن الاعتداء على الأموال العامة يسمى غلولا ويعاقب فاعله
بالخزي يوم القيامة حيث . يأتي حاملا له على ظهره ورقبته، موبخا بإظهار خيانته على
رؤوس الأشهاد ويستحق بموجبه العذاب في نار جهنم لقوله تبارك وتعالى : ﴿ وَمَنْ
يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ﴾ [سورة آل عمران، الآية/ ١٦١].
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان على ثقل النبي ﷺ رجل يقال له
كركرة فمات، فقال النبي ﷺ : (( هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد
غلها ))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبي ﷺ عام خيبر فلم نغنم
ذهبا ولا ورقا إلا الثياب والمتاع والأموال فتوجه الرسول نحو وادي القرى وقد أهدي
له عبد أسود يسمى مدعما فبينما هو يحط رحل رسول الله ﷺ أصابه سهم فقتله، فقال
الناس هنيئا له الجنة، فقال النبي ﷺ: (( كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها
يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا» فلما سمعوا ذلك جاء رجل
بشراك أو شراكين إلى النبي فقال:(اشراك أو شراكان من النار)).
هذا وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين