الأخوة الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الطاهر الأمين.

للإسلام هديه المتميز في بناء أواصر الأخوة الإسلامية بين أفراد الأمة من خلال التوجيهات القرآنية والنبوية كما يلي:
أ- التأكيد على أخوة المسلمين وأنهم بالإيمان أخوة مهما اختلفت أجناسهم وألوانهم وألسنتهم، فالإسلام مظلة واسعة النطاق يأوي إلى ظلالها الوارفة جميع المسلمين فهي التي جمعت بين بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وكل مسلم عربي . قال الله تبارك وتعالى : ﴿ إِنَّ هذه أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ .
وقد ترجم النبي الكريم ﷺ الأخوة الإسلامية إلى واقع عملي حيث آخى بين الصحابة الأجلاء المهاجرين والأنصار أخوين أخوين لتاسيس قاعدة إسلامية قوية تناسب حجم التحدي للمسلمين آنذاك. وحث على قيام الأخوة بين المسلمين وبشكل دائم بطائفة من أحاديثه الشريفة منها : قوله ﷺ :(( المسلم أخو المسلم )).(( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ))
((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))
ب - إلغاء جميع الفوارق العرقية والشكلية بين المسلمين ووضع معيار ثابت للتفاضل هو التقوى. فالمسلمون في نظر الاسلام سواسية في ميزان العدل الرباني، يتساوون في الحقوق، ويتفاضلون فيما بينهم بتقوى الله وقد أكد القران الكريم هذه الحقيقة. بقول الله تبارك تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وأنثى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ ﴾ .
وقد رسخ ذلك النبي الكريم ﷺ بقوله وفعله أما فعله فقد أصر على قطع يد المخزومية التي سرقت ورفض جميع محاولات التوسل لتخفيف الحكم وبين مقسما بالله لو أن التي سرقت فاطمه بنته لقطع يدها. لأن أحكام الله تطبق في المجتمع الإسلامي على الجميع بصرف النظر عن مكانتهم الاجتماعية.

وقال عليه الصلاة والسلام :(( ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية ))
ج- الحث على بناء أواصر المحبة والرحمة بين المسلمين ، وأن تقوم علاقتهم على أساس التراحم والتواصل. وقد حرص نبينا الكريم ﷺ على تأسيس المجتمع الإسلامي على هذا الأساس فقال ﷺ: (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولايسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج على مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة))
د- التصدي لجميع أسباب الفرقة. لأن وحدة صف المسلمين واجتماع كلمتهم أمر بالغ الأهمية بالنسبة للأمة الإسلامية، لقول الله تبارك تعالى:
﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ ﴾ ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ )
وقال رسول الله ﷺ:(( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبيع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا ))
هـ- ترسيخ مبدأ الحقوق المشتركة بين المسلمين فكان من هديه ﷺ مشاركة إخوانه من الصحابة الأجلاء في أفراحهم واتراحهم، فكان أحيانا إذا تزوج أحد منهم ذهب إليه مع نفر من أصحابه الكرام للمباركة له ومشاركته فرحته، وكان يرسل بعض أزواجه لتشارك أخواتها المسلمات فرحتهن بزواجهن .وكان عليه الصلاة والسلام يعود المرضى من أصحابه ويقضي حاجة المحتاج ويسد عوزه، وإذا توفي أحد منهم ولم يشغله شاغل حضر وفاته وصلى عليه.وكان يعزي أهل الميت بميتهم ويواسيهم بمصابهم وخاصة الشهداء

وقد أكد الحقوق المشتركة بين المسلمين بقوله: ((حق المسلم على المسلم ست. قيل وما هي يا رسول الله. قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه))
هذا وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين