الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الطاهر الأمين.
أولاً : تعريف المصرف والبنك لغةً :
المصرف إسم مكان مشتق من الصرف , وهو بيع النقد بالنقد ، أما البنك فمشتق من كلمة "بانكو" الإيطالية الأصل وتعني المنضدة لأن الصيارفة في القرون الوسطى كانوا يجلسون في الأماكن العامة للمتاجرة بالنقود وأمامهم مكاتب خشبية يضعون عليها النقود ويمارسون عليها عملية بيع وشراء العملات المختلفة .
وبناء عليه تتضح العلاقة بين كلمتي المصرف والبنك فهما اسمان لمسمى واحد . غير أن أصل مصطلح المصرف عربي وأصل مصطلح البنك غير عربي ، ويجوز لغة اطلاق لفظ بنك أو مصرف على المؤسسة المالية التي تمارس العمل المصرفي
جاء في المعجم الوسيط : (البنك : مصرف المال)، وجاء في الموسوعة العربية الميسرة : (مصرف أو بنك : تطلق هذه الكلمة بصفة عامة على المؤسسات التي تتخصص في إقراض واقتراض النقود).
ثانياً : تعريف المصارف الإسلامية :
تعرف المصارف الإسلامية بأنها مؤسسات مالية مصرفية تزاول أعمالها وفق أحكام الشريعة الإسلامية
ويطلق على مجموعة الأعمال التي تمارسها المصارف الإسلامية اسم المصرفية الإسلامية نسبة إلى المصرف ، وهو المؤسسة التي تجري فيها الأعمال المصرفية . وإن اطلاق مصطلح المصرفية الإسلامية أصوب لغة واصطلاحاً من مصطلح الصيرفة الإسلامية لأن الصيرفة والصرافة صفة لمن يمارس الصرف وهو بيع النقد بالنقد وهو جزء من الأعمال التي تمارسها المصارف الإسلامية ، فالمصرفية الإسلامية أعم في الدلالة على طبيعة عمل المصارف الإسلامية من الصيرفة الإسلامية .
ثالثاً : نشأة وتطور المصارف الإسلامية :
تبلورت فكرة انشاء المصارف الإسلامية وظهرت بفضل الله تبارك وتعالى إلى حيز الوجود في بداية العقد السابع من القرن العشرين ، ففي عام 1971 أسس في مصر أول مصرف يقوم بممارسة الأعمال المصرفية على غير أساس الربا ، وهو بنك ناصر الاجتماعي ، وبدأ نشاطاته عملياً عام 1972 ، ثم أعقب ذلك تأسيس مصرفين إسلاميين معاً عام 1975 هما : بنك دبي الإسلامي في دولة الإمارات العربية المتحدة والبنك الإسلامي للتنمية في جدة .
ثم تتابع بعد ذلك تأسيس المصارف الإسلامية وأهمها بنك فيصل الإسلامي المصري ، وبنك فيصل الإسلامي السوداني وبيت التمويل الكويتي ، حيث أنشئت هذه المصارف الثلاثة عام 1977 وأعقبها بعد ذلك البنك الإسلامي الأردني عام 1978 .
ثم أخذت المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية التي تمارس الأعمال المصرفية والتمويل تتزايد في معظم دول العالم حتى بلغ عددها حتى الآن حوالي الأربعمائة مصرف ومؤسسة مالية إسلامية تعمل وفق أحكام الشربعة الإسلامية .
رابعاً : أنواع المصارف الإسلامية :
- أنواع المصارف الإسلامية من حيث البيئة التي تعمل بها مصارف إسلامية تعمل في بلدان تنص قوانينها على حرمة التعامل بالربا كالسودان وباكستان .مصارف إسلامية تعمل في بلدان لا تلتزم أنظمتها المالية بعدم التعامل بالربا وهو حال معظم المصارف الإسلامية القائمة في البلاد العربية والإسلامية والدول الأجنبية .
- أنواع المصارف الإسلامية من حيث حقوق الملكية :مصارف حكومية ، وهي نوعان :
- الأول : المصارف الإسلامية الدولية : وهي المصارف التي تقوم مجموعة من الدول بتأسيسها والمساهمة في رأس مالها بهدف مساعدة الدول الأعضاء في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية فيها ، وأشهر هذه المصارف هو البنك الإسلامي للتنمية في جدة ، حيث اشتركت في رأس ماله دول منظمة المؤتمر الإسلامي
- الثاني : مصارف إسلامية تعود ملكيتها لدولة واحدة : وهي المصارف التي تقوم المؤسسات التابعة للدولة بإنشائها وامتلاك غالبية أسهمها ، وأشهرها بنك ناصر الإجتماعي الذي اتخذ من مدينة القاهرة مقراً له
- المصارف الإسلامية الخاصة : وهي المصارف التي تعود ملكيتها إلى أفراد معينين من حيث تأسيسها وملكيتها وهي السمة الغالبة لمعظم المصارف الإسلامية في العالم .
هذا وبالله التوفيق