حكم زيارة القبور
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على
سيدنا محمد الطاهر الأمين
يسن للرجال زيارة القبور، لما روى
أبو هريرة رضي الله عنه قال ((زار رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى
وأبكى من حوله؛ ثم قال: إني استأذنت ربي عز وجل أن أستغفر لها فلم يأذن لي
واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي؛ فزوروا القبور فإنها تذكركم الموت)) رواه
مسلم
وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ((كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها)) وكانت
زيارتها منهياً عنها أولا ثم نسخت
وأما زيارة النساء فمحل اجتهاد عند
أهل العلم؛ فمنهم من يفتي بحرمة الزيارة، ومنهم من يفتي بجوازها مع الكراهة، ومنهم
من يفتي بجواز الزيارة من غير كراهة.
والذي يبدو لي أن الأقرب للسنة
جواز الزيارة من غير كراهة إذا لم يترتب عليها محظور شرعي كالنوح على الميت،واختلاط
النساء بالرجال.
ومما يدل أن زيارتهن ليست حراماً
حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ((مر بامرأة تبكي عند القبر
فقال: اتق الله واصبري)) رواه البخاري ومسلم،
وجه الدلالة أنه صلى الله عليه وسلم لم ينهها عن
الزيارة.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت
((كيف أقول يارسول الله؟ - يعني اذا زرت القبور – قال: قولي: السلام على اهل
الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وانا إن
شاء الله بكم للاحقون) رواه مسلم.
ويقول الزائر: السلام عليكم دار
قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ويدعو لمن يزوره، ولجميع أهل المقبرة، لما
روت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ((كان يخرج الى البقيع
فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا ان شاء الله بكم لاحقون، اللهم أغفر لأهل
بقيع الغرقد)) رواه مسلم.
والزائر بالخيار إن شاء زار قائما،
وإن شاء قعد. والمستحب أن يكون مستقبلاً وجه الميت، يسلم ولا يمسح القبر ولا يقبله
ولا يمسه.هذا وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين