حكم تارك الصلاة
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على
سيدنا محمد الطاهر الأمين.
من ترك
الصلاة جاحداً لوجوبها فهو كافر مرتد بإجماع المسلمين، ويترتب عليه جميع أحكام
المرتدين ،واستدلوا على ذلك بما يلي :
أ- قول رسول الله ﷺ :((إن بين الرجل وبين
الشرك والكفر ترك الصلاة))(1)
وقوله عليه الصلاة
والسلام : (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر))(2)
وقوله عليه الصلاة والسلام: (( من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه
ذمه الله ورسوله))(3)
وروى الطبراني: (( من ترك
الصلاة متعمدا فقد كفر جهارا))(٤)
وروى الترمذي: كان أصحاب
محمد ﷺ لا يرون شيئا من الأعمال
تركه كفر غير الصلاة))(5).
وأما ترك
الصلاة من غير جحد لوجوبها فله صورتان:
الأولى : من
تركها لعذر كنوم ونسيان ونحوهما فعليه القضاء فقط ووقته موسع ولا اثم عليه.
والثانية :
من تركها بلا عذر تكاسلاً و تهاوناً مع اعتقاده وجوبها فمحل اجتهاد عند أهل العلم
فمنهم من يفتي بأنه يكفر وتجري عليه أحكام المرتدين في كل شيء كمن تركها جاحدا
لوجوبها.
ومذهب جمهور
العلماء أنه يأثم بلا شك ولا يكفر. واحتجوا بحديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يحل دم أمرئ مسلم الا بإحدى ثلاث : الثيب
الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة )) رواه البخاري .
وحديث عبادة
بن الصامت رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( خمس
صلوات افترضهن الله ؛ من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له
على الله عهد أن يغفر له ، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر له وإن
شاء عذبه )) رواه أبو داود وغيره بأسانيد صحيحة . هذا وبالله التوفيق
والحمد لله رب العالمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخرجه الإمام مسلم، انظر: مختصر صحيح مسلم حديث رقم/ ٢٠٤ .
(٢) أخرجه الإمام أحمد والترمذي والنسائي بسند صحيح. انظر: صحيح
الجامع الصغير حديث/ ١٤٣ ٤ .
(٣)
أخرجه الإمام أحمد والبيهقي، انظر الترغيب والتهيب ١/ ٣٨٥.
(٤)
أخرجه الطبراني في الأوسط، انظر: الترغيب والترهيب ١/ ٣٨٢.
(٥)
أخرجه الترمذي بإسناد صحيح، انظر: نيل الأوطار ١/ 293.