حكم عيادة المريض وفضلها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الطاهر الأمين .

عيادة المريض سنة مؤكدة لما رواه البراءبن عازب رضي الله عنهما قال : (( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع الجنائز ، وعيادة المرضى )).

ويستحب أن يعم بعيادته الصديق ،ومن يعرفه ومن لايعرفه ، فان زاره دعا له ،ويسن أن يرقيه برقية النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقول : ( أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ) سبع مرات لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(( من عاد مريضاً لم يحضره أجله فقال عنده سبع مرات أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك عافاه الله من ذلك المرض).

وعن أنس رضي الله عنه أنه قال لثابت : (( ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : اللهم رب الناس مذهب الباس ، اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت ، شفاء لايغادر سقماً )) رواه البخاري .

 وعن عثمان بن أبي العاص أنه (( شكا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجده في جسده ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر )) رواه مسلم .

وعن سعد بن أبي وقاص قال : (( عادني النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اللهم اشف سعداً ، اللهم اشف سعداً ، اللهم اشف سعداً )) رواه مسلم .

وعن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل على من يعوده قال (( لابأس ، طهور ان شاء الله )) رواه البخاري .

وعن أبي سعيد الخدري أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( يامحمد اشتكيت ؟ قال نعم قال : باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، من شركل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، باسم الله أرقيك )) رواه مسلم .

وإن رآه منزولاً به فالمستحب أن يلقنه قول : لا إله الا الله ، لما روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقنوا موتاكم لا اله الا الله ) وروى معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من كان آخر كلامه لا اله الا الله وجبت له الجنة )) ويستحب أن يقرأ عنده سورة يس ، لما روى معقل بن يسار رضي الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( اقرأوا على موتاكم  يس )).

ويجوز أن يعود المريض الكافر وخاصة اذا كانت تربطه بالمسلم علاقة جوار أو قرابة ، فعن أنس رضي الله عنه قال (( كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ؛ فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له : أسلم ، فنظر الى أبيه وهو عنده فقال له : أطلع أبا القاسم فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمدلله الذي أنقذه من النار )) . رواه البخاري

والأفضل أن تكون الزيارة قصيرة ، ويكره اطالة القعود عنده لما فيه من اضجاره والتضييق عليه ، ومنعه من بعض تصرفاته إلا أقارب المريض وأصدقاؤه ونحوهم ممن يأنس بهم أو يتبرك بهم أو يشق عليهم اذا لم يروه كل يوم فلا بأس بذلك مالم ينه أو يعلم كراهة المريض لذلك .

هذا وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين.