أهداف وغايات المصارف الاسلامية


الحمد لله رب  العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الطاهر الأمين.  
إن غايات وأهداف المصارف الإسلامية متعددة ومتنوعة تبعاً لتعدد الداعيين الى تأسيسها , والمؤسسين لها , والعاملين فيها , والمشرفين عليها , وعلى النحو التالي :  
أولاً : أهداف وغايات العلماء الداعيين الى تأسيس المصارف الإسلامية :
إن فكرة انشاء المصارف الإسلامية تولدت لدى الغيورين على هذه الأمة من العلماء المخلصين بعد أن أدخل المستعمرون البنوك الربوية إلى بلاد المسلمين في مطلع القرن الرابع عشر الهجري فتصدوا لذلك وقاموا ببيان حقيقة هذه المصارف وأنها تقدم خدماتها على أساس الربا المحرم شرعاً وأن التعامل معها بالإقراض أو الاقتراض محرم شرعاً ، وأنه لابد من البديل الشرعي لها ، امتثالاً لقوله تبارك وتعالى : ( وأحل الله البيع وحرم الربا ).  
فتبلورت تلك الفكرة بصورتيها النظرية والعملية ، أما صورتها النظرية فتمثلت بوضع التصور النظري للمصارف الإسلامية من حيث الأسس والضوابط الشرعية لأعمالها ، والخدمات والأعمال المصرفية التي يمكن أن تقدمها ، وطرق التمويل والاستثمار التي يمكن أن تتعامل بها . 
  وأما الصورة العملية فتمثلت بتأسيس تلك المصارف وممارستها لأعمالها وفق التصور النظري السابق وبما لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية .
وبناء عليه فقد تلخصت أهداف وغايات علماء الشريعة من تأسيس المصارف الإسلامية بما يلي :
  1. ايجاد البديل الشرعي للمصارف الربوية بالاعتماد على النصوص الشرعية من القرآن والسنة والاجتهادات الفقهية الخاصة بالمعاملات المالية لتقديم الدليل العملي على أن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان ، فالشريعة الإسلامية تواكب الأحداث ولها القدرة على مواجهة كل جديد وإصدار الحكم الشرعي المناسب له، وفي حالة كونه محرماً كالمصارف الربوية فإنها تقدم البديل الإسلامي المشروع المتمثل بالمصارف الإسلامية وهي بذلك تنقل فقه المعاملات من عالم السطور إلى واقع منظور . 
  2. مساهمة في بناء الاقتصاد الإسلامي المعاصر ليكون البديل المشروع للاقتصاد الرأسمالي الربوي المنتشر في معظم دول العالم ، فالاقتصاد الرأسمالي يقوم على المصارف الربوية، وشركات التأمين التجاري ، وشركات إعادة التأمين التجاري، والأسواق المالية . فكان لابد من ايجاد البديل لتلك المؤسسات بمؤسسات مماثلة تتميز عنها بأن جميع أعمالها ونشاطاتها تكون وفق أحكام الشريعة الإسلامية . أنشئت -بفضل الله تعالى وتوفيقه- المصارف الإسلامية في مطلع العقد السابع من القرن العشرين ، وتبعها في نهاية العقد نفسه تأسيس أول شركة تأمين إسلامية ، وفي العقد الثامن من القرن نفسه تأسست شركات إعادة التأمين الإسلامي وأعقبها في منتصف العقد الأول من القرن الحالي تأسيس أول سوق مالي إسلامي بدبي في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2006 وبذلك استكملت بحمد الله حلقات الاقتصاد الإسلامي المنشود  حيث تبوأت المصارف الإسلامية مكان الصدارة بين مؤسسات الاقتصاد الإسلامي المالية . 
  ثانياً : أهداف وغايات أصحاب رؤوس الأموال المؤسسين للمصارف الإسلامية : 
إن الغاية من المساهمة في تأسيس المصارف الإسلامية بالنسبة لأصحاب رؤوس الأموال الملتزمين بأحكام الشريعة الإسلامية هي استثمار أموالهم وتنميتها من خلال هذه المصارف وإتاحة الفرصة لغيرهم من الراغبين باستثمار أموالهم من خلال هذه المصارف على أساس المضاربة التي يكون فيها المصرف صاحب العمل والمستثمر صاحب المال والربح بينهما حسب الاتفاق .  

ثالثاً : أهداف وغايات المتعاملين مع المصارف الإسلامية :  
إن غاية الكثيرين من أفراد هذه الأمة الملتزمين بأحكام الشريعة الإسلامية من تعاملهم مع المصارف الإسلامية هو رفع الحرج عنهم وتجنب الوقوع في الإثم ، الذي يسببه لهم تعاملهم مع البنوك الربوية . لذلك  فهم يحرصون على الإفادة من الخدمات المصرفية وصيغ التمويل والاستثمار التي تقدمها تلك المصارف وتلبي حاجاتهم ، وبما ينسجم مع طبيعتهم كملتزمين بأحكام الشريعة الإسلامية .   

رابعاً : أهداف وغايات الجهات الرسمية المشرفة على المصارف الإسلامية :  
توافق الجهات الرسمية على ترخيص المصارف الإسلامية من منطلق قناعتها بأن تقديمها لأعمالها يساهم مساهمة فاعلة في دعم عجلة الاقتصاد المحلي من خلال القنوات التالية : 
  1. تنمية واستثمار الأموال وبما يتفق مع طبيعة عملها كمصارف إسلامية .   
  2. ايجاد العديد من فرص العمل والمساهمة في الحد من البطالة .  
  3. المحافظة على أموال المواطنين وممتلكاتهم الثمينة .  
  4. المساعدة في تقديم الخدمات الاجتماعية مثل القرض الحسن والتبرع لوجوه الخير . 

    هذا وبالله التوفيق