زكاة أموال المساهمين
في الشركات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد الطاهر الأمين
إن الشركات المساهمة سواءً كانت عامة أو ذات
مسؤولية محدودة تثبت لها شخصية اعتبارية منذ ترخيصها ، وتصبح لها ذمة مالية مستقلة
عن ذمم الشركاء المساهمين ، وينبغي أن يتضمن النظام الأساسي لكل شركة مادة تبين
مسؤولية اخراج الزكاة .
فإما أن تكون مسؤولية اخراجها شخصية بحيث
يتولى كل مساهم اخراج زكاة أمواله التي ساهم فيها في رأس مال الشركة بضمها إلى ما
يملك من أموال أخرى ، وإما أن يكون اخراج الزكاة من مسؤولية ادارة الشركة بحيث
يوكل المساهمون الادارة بإخراجها ، وإذا لم يتضمن النظام الأساسي للشركة مادة بهذا
الخصوص فينبغي أن يتخذ مجلس هيئة المديرين
قراراً بذلك يبين فيه الجهة التي تقع عليها مسؤولية اخراج الزكاة المستحقة .
أما بخصوص الحكم الشرعي لزكاة أموال الشركة
فهو على النحو التالي :
أولاً : زكاة أموال
المساهمين عن المدة السابقة لتشغيل المشروع :
من المقرر شرعاً أن الأموال المرصدة لحاجة
مستقبلية تجب فيها الزكاة إذا بلغت نصاباً ، وحال عليها الحول ، وكانت زائدة عن
الحوائج الأصلية لمالكيها ، وبناء عليه فيجب اخراج زكاة أموال المساهمين عن المدة
السابقة لتشغيل المشروع بواقع ربع العشر (2,5%) ، لأن تلك الأموال تتحقق فيها
الشروط الشرعية لوجوب اخراج الزكاة وهي بلوغ النصاب ، وحولان الحول ، وكونها زائدة
عن الحوائج الأصلية لمالكيها .
ثانياً : زكاة أموال
الشركة بعد تشغيل المشروع :
يجب اخراج ربع العشر (2,5%) من مجموع الرصيد
النقدي من أصل رأس المال ، والأعيان المعدة للبيع (بثمن الكلفة أو بالقيمة السوقية
)،والديون المستحقة ، والأرباح المتحققة .(رأس المال التشغيلي)
ولا تجب الزكاة في قيمة الأصول
المعدة لتحقيق غايات الشركة غير المخصصة للبيع .
فرأس المال بعد التشغيل
يقسم الى قسمين :
الأول : راس مال تشغيلي
للمتاجرة.
الثاني : الأصول المعدة
لتحقيق غايات الشركة غير المخصصة للبيع .
فتجب الزكاة في الأول ،
ولا تجب في الثاني.
فمثلا اذا كان راس
المال التشغيلي 70% من مجموع رأس مال الشركة فإن الزكاة تجب على المساهم بنسبة 70%
من قيمة ما يملك من أسهم وأربحها الموزعة ، ولا تجب على جميع قيمة الأسهم التي
يملكها ، سواء أكان ذلك للحصول على ربحها السنوي بقصد
الاستثمار او بقصد المتاجرة تبعاً لتغير الأسعار .
هذا وبالله التوفيق
والحمد لله رب العالمين